المختبرات الطبية الأولى

الأعراض والتشخيص والعلاج

تنشأ الأمراض الجنسية نتيجة الاتصال الجنسى بين رجل وامرأة لها عدة اتصلات جنسية أخرى. وأسبابها تكون بسبب مجموعة من الجراثيم والتى تعيش وتعشش فى الأجهزة التناسلية فى الحسم. وهذه الجراثيم هى من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات. بعض هذه الأمراض يسبب مشاكل فى الأعضاء الجنسية فقط وبعضها يسبب سرطان فى الرحم أو القضيب وبعضها يسبب أمراض فى جميع أنحاء الجسم. لذلك يجب معرفة هذه الأمراض للوقايه منها أو العلاج منها فى بداية المرض.

الأمراض التى تسببها البكثيريا :

الزهرى: تسببه بكتيريا حلزونية ويمر فى جسم المصاب بثلاث مراحل, ويسبب عادة تقرح فى القضيب فى المرحلة الأولى. ويسبب طفح جلدى فى المرحلة الثانية. ويصيب فى المرحلة الثالثة الجهاز العصبى والعين فيسبب تدمير لخلايا الدماغ مما قد يؤدى الى الشلل وفقدان البصر. ويشخص المريض بواسطة فحص دم لمضادات البكتيريا الحلزونية فى الدم. ولكون عواقب المرض خطيرة جدا، فلذلك التشخيص المبكر مهم جدا. ويعالج المريض عادة بابر البنسيلين لمدة طويلة حسب المرحلة المصاب بها.

الكلاميديا: هى بكتيريا صغيرة جدا وتسبب أمراضا للجهاز التناسلى للذكر والأنثى. ولسوء الحظ معظم المصابين لا يشكون من أية أعراض. ولكن هذه البكتيريا تسبب تدمير للأجهزة التناسلية الذكرية والأنثوية . فى الأنثى قد تسبب تدمير قناة فالوب والمبايض مما يؤدى بالمريضة الى زيادة فى احتمال الحمل خارج الرحم أو تؤدى الى العقم. واذا كانت المرأة حاملا قد تؤدى الى الولادة المبكرة. أما فى الرجل فقد تؤدى الى التهاب البربخ أو الخصية وبالتالي الى فقدان القدرة على انتاج الحيوانات المنوية. كما أنها قد تؤدى الى التهاب مجرى البول فتؤدى الى حرقة فى البول مع افرازات من القضيب. ولتشخيص مثل هذه الحالات، ينصح بالأنثى بعمل مسحة من عنق الرحم وطلب فحص الكلاميديا عليها أو عمل مسحة من عنق الرحم وطلب فحص “جينات” الكلاميديا عن طريق PCR واكتشاف ان كان هناك أى وجود للبكتيريا. أما فى الذكر فينصح بعمل فحص لمجرى البول وذلك بفحص جينات الكلاميديا فى البول بطريقة PCR . والمشكلة الكبرى ان لم نستطيع التعرف على مثل هذه البكتيريا فى مراحلها الأولى أن يكون التدمير الذى فعلته يصعب إصلاحه. ولذلك ينصح بشدة عمل الفحوصات الدورية لذلك. أما إن اكتشف أن أحد الأزواج يعانى من مثل هذه البكتيريا فينصح بعمل الفحص للزوج الأخر لأن رجوع العدوى قائم فى حالة عدم معالجة الطرفين معا. وتعالج عادة هذه البكتيريا بمضادات حيوية هى من مشتقات “التتراسيكلن”.

” كثرة بكتيريا المهبل“: فى بعض الحالات، تستبدل البكتيريا “النافعة” فى المهبل بالبكتيريا الضارة. وفى هذه الحالة تشتكى المرأة بكثرة فرز السوائل البيضاء من الهبل والتى تتميز بأن لها رائحة مميزة تشبه رائحة السمك الفاسد. يمكن التعرف على هذه البكتيريا من شكلها فى مسحة عنق الرحم. فى معظم الحالات يقتصر ضرر ” كثرة البكتيريا” على الإفرازات الزائدة ولكنها قد تشمل بعض الخطورة بإصابة الأعضاء التناسلية عند المرأة بالتليف وبالتالي تؤدى الى زيادة الحمل خارج الرحم. ومن الأمور العجيبة أن المرأة التى تعانى من هذه المشاكل وتحمل فيروس HIVتكون أكثر قدرة على نقل فيروس الإيدز إلي من يخالطها جنسيا. وينصح بعلاج هذه الحالة بواسطة أدوية مثل “المترانيدزول”.

السيلان: فهو من الأمراض الجنسية المنتشرة فى العالم. وتنتج عن بكتيريا عنقودية. فى الرجال تصيب عادة البربخ والخصية والقضيب مما يتسبب بالآم فى الخصية ونزول إفرازات سائلة من فتحة القضيب. أما فى النساء فتصيب عنق الرحم والرحم وقنوات فالوب وتؤدى إلي تدمير أنسجتهم. وكثيرا ما يؤدى المرض إلي عقم عند الجنسين وضمور فى الخصية إن لم تعالج فى الوقت المناسب. وتشخص مثل هذه الحالات بزراعة الإفرازات الناتجة من الأعضاء التناسلية وصباغة العينات بواسطة صبغات خاصة لرؤية البكتيريا العنقودية داخل كرات الدم البيضاء.

التهاب مجرى البول: وهى مجموعة من الأمراض الجنسية التى تنتج عن عدة أنواع من البكتيريا ويشتكى المصاب بها بافرازات من فتحة البول مع الآم وحرقة عند التبول. وتسببها بكتيريا مختلفة مثل uroplasma urelyticum و Mycoplasma Hominis . وتحتاج الى علاج خاص لمعرفة سببها وعلاجها بالعلاج المناسب.

 

ألأمراض الجنسية الناتجة من الفيروسات:

1-    مرض نقص الناعة المكتسب (الايدز): مسبب هذا المرض هو فيروس HIV وهو فيروس صغير يحمل مادة RNA ولكنه يحول هذه المادة داخل خلية الانسان الى مادة DNA    مما يجعلها تختلط فى المادة الجينية للخلايا. ومع ان هذا الفيروس من الفيروسات الضعيفة الا أنه يستطيع الانتقال من انسان الى آخر عن طريق نقل الدم أو الاتصال الجنسى وخاصة ان كانت هناك جروح فى القضيب أو فى المهبل . وخطورة هذا الفيروس أنه يصيب خلايا المناعة فى كرات الدم البيضاء والتى تسمى “الخلايا المساعدة” والتى من أهم وظائفها هى التعرف على الفيروسات والبكتيريا التى تدخل جسمنا وتعمل على محاربتها بتفعيل مجموعة من الأوامر والتفاعلات فى الجسم تؤدى فى النهاية الى تدمير الجراثيم الغازية للجسم. فان أصيبت مثل هذه الخلايا وقل عددها فان قدرة الجسم على محاربة الجراثيم الغازية للجسم تكون شبه معدومة حتى وان كانت مثل هذه الجراثيم ضعيفة ولاتسبب أمراضا فى الإنسان العادى ، إلا أنها تسبب أمراضا والتهابات خطيرة جدا عند المريض المصاب بالإيدز. وينصح للتأكيد، عمل فحوصات تثبتيه بعد الفحص الأول. وللعلم، يمكن الكشف عن المرض بفحص مضادات الايدز بعد حوالى 6 أشهر من بداية إصابة المريض بالفيروس. فان كان المريض يحب أن يتعرف على وجود هذا الفيروس قبل هذه المدة فيجب عليه عمل الفحوصات المتخصصة والتى تفحص عدد الفيروسات بفحص عدد جينات هذا الفيروس بفحص PCR . ويقلل من سرعة نمو الفيروس عدة أدوية وأهما هو داوء AZT. . أما ان لم يعالج المريض الحامل للفيروس فهو قطعا سيصاب بالمرض القاتل وهو مرض الايدز. وتتراوح المدة الزمنية من بدراية حمل المريض لفيروس HIV  ومن الاصابة الفعلية بمرض الايدز بمعدل حوالى عشرة سنوات. ويعيش المريض بمعدل 3 سنوات بعدها. وعادة ما تكون الأعراض عند الاصابة بمرض الايدز هى كثرة الالتهابات والحرارة المستمرة الغير منقطعة بالإضافة الى الإسهال والضعف الجسمى والوهن وظهور الأورام السرطانية مثل الأورام الليمفاوية. واهم هذه الالتهابات هى الالتهابات الرئوية والتهاب الجهاز العصبى والدماغ والجهاز الهضمى. وقد أتى لنا مريضا مؤخرا يشتكى من شلل فى أطرافه وقد تبين لنا بعد أخذ عينات من الأعصاب أنه يعانى من طفيليات نادرة لاتصيب الا مرضى الإيدز . وبعد إجراء فحوصات الإيدز تبين أنه مصاب بالمرض. لتشخيص مثل هؤلاء المرضى فاننا نقوم بعمل فحص الدم لمضادات الايدز والذى يبين وجود الفيروس فى الدم. .ومما يساعد المريض أن يصاب بفيروس الايدز هو اصابته بأمراض جنسية أخرى حيث تتعاون الفيروسات أو البكتيريا المختلفة مع بعضها الى زيادة نسبة الاصابة بهذا الفيروس ان وجدت مع بعضها. ولذلك ينصح بشدة فى العلاج من جميع الأمراض الجنسية.

الهيربس: فيروس الهيريس هو نوعان رئيسيان. النوع الأول يصيب منطقة الفم والشفة. والنوع الثانى يصيب الأجهزة التناسلية ويظهر عادة على شكل قرحة مؤلمة جدا فى الأعضاء الخارجية للأجهزة التناسلية. وقد ترجع القرحة للمريض عدة مرات فى السنة وخاصة ان ضعفت مناعة المريض نتيجة مرض آخر أو حتى عند الدورةالشهرية. وهذا الفيورس معدى بطريقة كبيرة جدا بحيث ان تلامست الأعضاء فان الاصابة عادة تحدث خلال اسبوع من الاتصال. وان نسبة الاصابة تكون كبيرة جدا. فان تكونت القرحة فانها تستمر لمدة اسبوعين الى أربعة أسابيع لكى تشفى. والفيروس من النوع الثانى لا ينتقل إلا عن طريق الاتصال الجنسى ويؤثر وجوده على المرأة الحامل حيث قد تصيب المولود الجديد بأمراض مميتة أو معوقة. يشخص مثل هذا المرض عن طريق أخذ مسحات من القرحة , وعن طريق فحص الدم للمصاب, ويجب معالجة الطرفين وذلك بإعطاء المريض حبوبا ومرهم يتكون من مادة “أسايكلفير”. .

التهاب   HPV : وهو عبارة عن فيروس مكون من DNA ويدخل فى خلايا المريض أما فى عنق الرحم عند النساء أو فى القضيب عند الرجال. ويحدث هذا الفيروس تغيرات تؤدى فى نسبة حوالى 10% الى تكون سرطان عنق الرحم عند النساء المصابات (ان ترك ولم يعالج). كما انها قد تؤدى الى تكوين أورام ثلولية عند الطرفين. ويتنقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسى. ويكشف عن وجوده عن طريق فحص مسحة عنق الرحم عند السيدات. ويجدر بالذكر أن أنواع هذا لفيروس التى تصيب الانسان حوالى 20 نوعا. وحسب النوع المصابة به المريضة ممكن توقع ان كان احتمالية الإصابة يسرطان الرحم هى كبيرة أم قليلة. ويمكن فحص نوع الفيروس عن طريق فحص مسحة عنق الرحم بفحص PCR . فان تبين أن نوع الفيروس هو رقم 16 أو 18 فان هذين النوعين هم الأكثر خطرا والتسبب فى سرطان الرحم. أم النوعين 31و 36 فهما من أقل الأنواع تسببا فى السرطان. فحسب النوع يحدد الطبيب المختص طريقة علاج الإصابة. علاج HPV  يتحدد بطريقة توقع الخطر القادم من هذا الفيروس. فقد يكتفى بعمل مسحة من عنق الرحم كل ستة أشهر أو قد يتطلب الأمر كوى منطقة عنق الرحم. أو قد يمتد الى إزالة جزء من عنق الرحم أو حتى كامل الرحم. وينتقل هذا الفيروس من المرأة الى الرجل وبالعكس. وقد رأيت عدة حالات من سرطان الرحم كان سببها نقل الزوج لزوجته مثل هذا الفيروس. وللعلم فان أكثر من 80% من النساء فى الولايات المتحدة مصابات بمثل هذا الفيروس عندما يصلن الى سن الستين من عمرهن. أما فى الأردن وان كانت الإحصائيات الرسمية غير متوفرة فإننا نرى مثل هذه الإصابة فى حوالى 2% من مسحات عنق الرحم التى تأتى الى مختبرنا. ومن أبحاث أجريناها فى مختبرنا تبين لنا أن الأنواع الخطيرة من هذا الفيروس والمسببة لسرطان عنق الرحم، موجودة فى الأردن كما هى فى الولايات المتحدة.

 

التهابات الكبد “ب” و “ج“. وهما عادة ينتقلان عن طريق الدم. ولكن يمكن أن ينتقلا عن طريق الاتصال الجنسى. وان كان فرصة التهاب الكبد الوبائى “ب” هى أكثر فرصة للانتقال من التهاب الكبد الوبائى “ج”. ولمعرفة المزيد عن هذين الموضوعين يرجى الرجوع الى طبيب المدينة فى عدد جريدة المدينة رقم 20.

أما الطفيليات التى تسبب الالتهابات الجنسية فأشهرها هى “الترايكموناس” والتى تصيب المهبل وتسبب حكة فى المنطقة المحيطة بها بالاضافة الى إفرازات بيضاء كريهة الرائحة . فى حال اكتشاف مثل هذا الطفيلي، فعلى الزوجين الفحص والعلاج. ويعالج المرض بواسطة دواء “المترنيدزول”.

أما الفطريات التى تسبب الالتهابات الجنسية فأشهرها هو فطر الكانديدا. وان كان هذا الفطر لايقتصر بانتشاره على الاتصال الجنسى ولكن الاتصال الاجنسى هو من أكبر مسبباته. وتصاب المرأة بافزازات كريهة الرائحة مع حكة شديدة ويكون العلاج عادة بكبسولات مهبلية ضد الفطريات أو بمرهم خاص ضد الفطريات.

 

مما سبق يتبين لنا أن الالتهابات الجنسية هى أنواع مختلفة وكثيرة بعضها شديد الخطورة وبعضها أقل من ذلك. ومما يميز معظمها أنها وان كان لايشعر بها المصاب ألا أنها لها عواقب وخيمة بعضها يتمثل فى تدمير الأعضاء الجنسية أو إصابات وتقرحات مؤلمة فى البعض وفى البعض الآخر قد يسبب مرض فى جميع أعضاء الجسم مثل الزهرى والإيدز. وللحقيقة فان أى اتصالا جنسيا لأشخاص يكون لهم أكثر من رفيق يؤدى فى غالب الأحيان الى أمراض جنسية وان كان لايشعر بها الطرف المصاب. كما أنه يجب معالجة الطرفين المشتركين جنسيا حتى لايعود لهم الالتهاب مرة أخرى. كما يجب العلم بأن المظهر الخارجي للرجل أو المرأة لايدل بتاتا على إمكانية أن يكون أحدهم مصاب بمرض جنسى أم لا.