المختبرات الطبية الأولى

الدكتور حسام أبو فرسخ
البورد الأمريكى فى علم تشخيص الأمراض وعلم الخلايا المرضية

لايدرك كثيرا من الناس أن أجسامنا تتفاعل بطرق مختلفة مع اكلات متشابهه. فأكل معين “عالى السعرات الحرارية” قد يسبب سمنة فى شخص ما بينما لايسبب أى زيادة فى الوزن لشخص آخر. فقد وجد الطب الحديث أن كثيرا من الأمراض التى يعانى منها الانسان تبدأ بماذا نأكل. ولعل أهم ولكنه ليس الأوحد من هذه الأمراض هى السمنة المفرطة. فكثيرا مانسمع عن أشخاصا سمانا يدعون أنهم لايأكون كثيرا ومع ذلك تجد أن وزنهم يفوق الوزن الطبيعى بكثير. ولعل معظمنا لايصدقهم عندما يقولون اننا لانأكل كثيرا ولكننا اسمن من غيرنا. بل اننى أذكر كثيرا ما تندر بهم فى المجالس كيف أنهم لايأكلون وهم بهذه البدانة. ولكنه أثبت الطب الحديث مؤخرا أن كلام هؤلاء الناس به كثير من الصحة. فالسمنة ليست فقط نتيجة الأكل الكثير بل هى فى الحقيقة نتيجة الأكل “الغير مناسب” للجسم. فماهو مناسب لشخص ما قد لايكون مناسبا لشخص آخر. فالمثال البصيط الذى كلنا يذكره هو كيف أن شخصين يأكلان نفس الطعام وأحدهما يأخذ كورتيزون فسنجد أن الذى يأخذ الكوريتيزون حتما سيكون أسمن مع أن السعرات الحرارية للشخصين هى نفس الشىء. فالطب الحديث أوجد لهؤلاء الناس الطريقة السهلة للتخلص من وزنهم ولكن بعد عمل فحص دم معين ومتخصص. فما هو هذا الفحص ؟ وماهى فكرته؟ تقول هذه النظرية العلمية أن كرات الدم خاصة البيضاء منها تتأثر بأنواع الأكل التى نأكلها مثل باقى الجسم. فاذا مادرسنا الأيض فى كرات الدم البيضاء نستطيع أن نحدد الأيض فى باقى خلايا الجسم. فاذا ما أخذنا عينة من الدم من الأشخاص السمنين وفحصنا هذه العينة بطرق حديثة، علمنا الطريقة ألأفضل لانقاص الوزن . وميزة هذه الطريقة الحديثة مقارنة بالطريقة التقليدية القديمة فى انقاص بالوزن بخفض السعرات الحرارية أنها تنقص الوزن دون التأثير على عضلات الجسم أما انقاص السعرات الحرارية يؤدى الى انقاص كمية العضلات فى الجسم. وهذه قذ يؤدى الى الوهن فى بعض الأحيان. فهذ الفحص الجديد يكون بأن العينة تتعرض داخل جهاز خاص لأكثر من مئة نوع من أصناف الأكل وهى عادة الأكلات الشائعة فى البلد. فتتفاعل كريات الدم البيضاء مع مواد هذه الأكلات بحيث اما أن عددها يقل أو أنها تكبر فى الحجم نتيجة افراز مواد ضارة وسامة من الخلايا لهذا النوع من الأكل. فبدراسة كل نوع من الأكل على حدة نستطيع تحديد ان كان هذا الأكل مضر لهذا الشخص أم لا. والضرر الذى يحصل يكون نيتجة ان الخلايا تصدر بعض المواد الضارة مثل leukotrines والتى قد تؤدى الى عدة أمور منها: خلخلة فى نظام الأيض للشخص فتؤدى الى زيادة فى تكون الدهون حيث بفهم الجسم أنها موادا زائدة عن حاجة الجسم. ويؤدى كذلك الى زيادة افراز موادا “مخدرة” بكميات قليلة وتمسى endorphin فى خلايا الدماغ، فتجد ان الانسان يعشق هذه الأكلات الضارة لأن الجسم يفهم انها

تعطيه الانتعاش عندما يأكلها. وكذلك هذه المواد تزيد من تسرب السوائل من الشرايين الى داخل خلايا الجسم وبذلك تؤدى الى احتباس الماء فى الخلايا وزيادة وزن الجسم. فهذا الفحص يكشف عن تلك الأكلات التى لايستفيد منها الجسم. فكثيرا ما نجد ان مثلا انسانا سمينا وعنده نقص بالتغذية من عدة مواد وذلك ان جسمه قد لايستفيد من بعض المواد التى يأكلها وذلك لفهم الجسم ان هذه موادا ضارة. فهذا الفحص يتم بعمل مئة نوع من الأكلات الشائعة المتوفرة . ثم نستخلص منه قائمة بالأكلات الممنوعة تماما (القائمة الحمراء) وقائمة بالممنوعة بدرجة متوسطة (القائمة البرتقالية) والممنوعة بدرجة خفيفة ( القائمة الصفراء). ثم بالأكلات المسموح بها (القائمة البيضاء). وعادة ما تكون نسبة الممنوع هى فقط لاتتجاوز 10% من جميع القوائم. فبيدأ الشخص الذى ينوى أن يخفض من وزنه بوقف أكل جميع ما وضع على القائمة الممنوعة “بكل أنواعها” لمدة 3 أشهر كاملة خلالها سيشعر المريض ببعض الأعراض المساة withdrawal symptoms وهى عبارة عن صداع بسيط وارتباك وعدم راحة فى الأيام الأولى نتيجة لامتناعه عن مواد يحبها. والشعور بهذه الأعراض يعنى أن البرنامج فعال والمريض ملتزم بالبرنامج. فيجب الاستمرار فيه لأنه سرعان ماسيتجاوز هذه الأعراض. وسينقص وزن المريض فى الأسبوع الأول من البرنامج نقصا كبيرا وذلك لأن الأغذية بالقائمة الممنوعة تؤدى الى احتباس الماء بالجسم. فاذا امتنع عنها المريض سيؤدى ذلك الى فقدان هذا الماء المحتبس وقد يشعر المريض انه يذهب الى دورة المياه أكثر من الطبيعى فى هذه الفترة. . فاذا تجاوز المريض الستة أسابيع الأولى بنجاح سيبدأ يشعر بعدها بتحسن كبير فى الحالة الجسدية والنفسية وبخفض وزنه لدرجة كبيرة دون أن يقلل من كمية الأكل التى يأكلها. فمن خبرة ألاف الزبائن على أنحاء العالم أن المريض لايزيد وزنه حتى ان شبع من الأكل بالقائمة البيضاء. وفىالواقع ان الكميوتر الموصل بالجهاز يعطى المريض مقترحات لوجبات كثيرة ومتنوعة دون أن يحس المريض بأى جوع. وفى الستة الأسابيع الثانية يستطيع المريض أن يبدأ بأكل الممنوعات من القائمة الصفراء بالاضافة الى جميع ماسمح له بالقائمة البيضاء. وفى الستة أسابيع الثالثة يبدأ بأكل الممنوعات من القائمة البرتقالية بالاضافة الى القائمة البيضاء والصفراء. وفى المرحلة النهائية يبدأ بأكل جميع أنواع الأكل . ففترة العلاج كلها تستمر لمدة 6 أشهر يكون بعدها الجسم قد تخلص من “الأكلات الغير مناسبة” التى بدأ بها قبل بداية فترة العلاج. وقد وجد من هذه الأبحاث أن أكثر من 90% من الأشخاص يستفيدون من هذا البرنامج. ولعل النجاح به يتأثر بقدرة المريض على المحافظة على قيود هذا البرنامج وهى على الأغلب قيودا سهلة لكثير من الناس الذين يملكون ارادة. كما أن الالتزام بهذه البرنامج يتطلب ثقافة عالية حيث أن عندما يمتنع شخصا عن أكل معين يجب عليه أن يمتنع عن جميع مشتقات هذا الصنف. فعلى سبيل المثال عندما تكون الذرة الصفراء حيث من الأكلات الممنوعة يجب الانسان أن يمتنع كذلك عن زيت الذرة وعن كل ما تدخل به الذرة مثل coffeemate المستخدم بالقهوة بكثرة.
ولعل يجدر الذكر بأن الأشخاص السمينين جدا ينصح لهم بشدة أن يقرنوا هذا البرنامج ببرنامج تخسيس وزن (ريجيم) وذلك للاسراع فى نزول وزنهم كما أن فترة المنع عن الطعام قد تكون أطول من غيرهم وهذا يكون مع الاستشارة مع الطبيب المسئول.
ولعل من أهم فوائد البصمة الغذائية أنها أيضا تخلص الانسان من كثير من الأمراض المزمنة أو تخفف منها. والأمراض التى تتحسن كثيرا باتباع البصمة الغذائية هى الصداع النصفى ، التهاب
الجيوب الأنفية المزمن، القولون العصبى، الاكزيما، الأرتكاريا، الربو التنفسى، أمراض التهابات القولون، مرض الارهاق المزمن ، مرض التوحد. هذه الأمراض تشهد تحسنا بنسب متفاوتة اذا التزم المريض بالبرنامج.
وقد بينت الاحصائيات فى الأردن أن أكثر الأغذية الضارة لنا هى كالتالى: خميرة الخبز 68% من جميع من عملوا الفحص فى الأردن، القمح 57% ، الكولا56% ، صفار البيض 55%، حليب البقر55% ، البندورة 51%، لحم البقر48% ، الموز41% .
فنستطيع أن نقول مما تقدم أن غذاء شخص ما قد يكون مفيدا له ولكنه قد يكون مضرا لشخص آخر. ولمعرفة غذائك المناسب خاصة لذوى البدانة ينصح بشدة لهم عمل هذا الفحص.