المختبرات الطبية الأولى

رقم 1: أخذ عينات من الغدة الدرقية من مريضة تحت التخدير الموضعى.
picture_1_imageurl_2
رقم 2: الابرة داخل الورم فى الرئتين وقد تم أخذ العينات تحت التخدير الموضعى وبدون عملية جراحية
picture_39_imageurl_a10
كثيرا من الناس ما يشتكون من وجود ورم أو كتلة بالثدى، بالصدر، بالرقبة، بالغدة الدرقية أو بأعضاء الجسم الداخلية مثل الرئتين أو الكبد. فماهو الحل الأمثل لتشخيص سبب هذا الورم أو هذه الكثلة ولمعرفة ان كانت عبارة عن سرطان أو ورم حميد أو التهابات؟. أفضل طريقة وأحدث طريقة لكل هؤلاء هى أخذ عينات من هذه الأماكن بواسطة الأبرة. ان أخذ العينات بواسطة الابر وبدون اللجوء الى عملية جراحية هو علم جديد يتميز بأنه يحتاج الى مهارة فى أخذ العينة ومهارة أكبر فى قراءة العينة و تشخيصها تشخيصا دقيقا. إذا توفر هذان العاملان أمكن الاستغناء عن الكثير من العمليات الجراحية التى يكون هدفها فقط أخذ العينات لتشخيص نوع الورم أو على الأقل تحضير المريض والطبيب إلى معرفة نوع الورم قبل بدء العملية مما يساعد على القيام بكل التدابير اللازمة لعملية جراحية ناجحة ونظيفة. ولامكانية عمل هذه العملية نحتاج الى ابر بأطوال مختلفة وبمواصفات مختلفة. فمثلا أخذ عينة من الثدى يتطلب ابر خاصة مختلفة تماما عن ابر لأخذ عينات من العظم. والابر المستخدمة لأخذ عينات من الكبد مخالفة تماما لابرمستخدمة لأخذ عينات من الخصية. ويحدد لكل عضو الابر المختلفة حسب نوع العضو ونوع الورم أو الاصابة المتوقعة. ولعمل هذه العملية بدقة متناهية نحتاج فى بعض الأحيان الاستعانة بالأشعة الطبقية أو بالسونار. حيث تدخل الابرة تحت التخدير الموضعى الى منطقة الورم أو الكتلة المراد فحصها. وعندما نصل الى الكتلة نأخذ عينة من الخلايا بعدة طرق ثم تقسم الى عدة أقسام : قسم للخلايا المنفردة وقسم للخلايا النسيجية وقسم أخر للصبغات الخاصة. ونتاج نتيجة الأقسام الثلاث يحدد نوع الورم بدقة وعليه يتحدد كيفية علاجه. وهذا ما أثبتته الدراسة التى أجريتها وخلال سنوات خبرتنا فى الأردن لمدة عشرسنوات بعمل 3 آلاف حالة من أخذ عينات من عدة أعضاء فى الجسم بهدف التشخيص الدقيق لنوع الورم وبدون اللجوء الى عمليات جراحية وقد شملت هذه الدراسة الحالات من بداية سنة 1994 وحتى نهاية سنة 2004. وشملت هذه الدراسة أخذ عينات من جميع مناطق الجسم لتشخيص الأورام وماهيتها ان كانت سرطانية أم حميدة وشملت الأعضاء التالية بالنسب التالية: الثدي عند النساء 14% من نسبة العينات المأخوذة ، الرئتين 15.5%، الكبد 11.5 %، الغدد الليمفاوية 12% ، البروستاتا 11.6%،، الخصيتين 13.6%، العظم وما حوله من دهون ولحم 11.4%، ، البنكرياس 1.8%، الغدد اللعابية 1%، الغدة الدرقية 4%، منطقة الصدر (خارج الرئتين) 1%، ، الطحال 0.3%، الغدة فوق الكظرية 0.4%، الكلية 1.5%، الرحم والمبايض 0.3%، والمنطقة المحيطة بالعينين 0.1%. وقد وجد خلايا سرطانية فى المناطق المختلفة بنسبة متفاوتة من مكان لآخر. ففى حين وجد فى الكبد والغدد الليمفاوية أعلى نسبة ( حوالى 66%) من أسباب الأورام فى تلك المناطق هى بسبب سرطانى , انخفضت هذه النسبة الى 50% فى الأعضاء التالية : الكليتين ، الرئتين ، الطحال ، العظم والبنكرياس والمبايض والبروستاتا . أما نسبة وجود خلايا سرطانية فى الثدى عند النساء فهى حوالى 33% من مجمل الحالات اللواتى اشتكين من ورم فى الثدى. وبذلك نكون قد جنبنا حوالى 67% من النساء من اجراء عملية غير ضرورية للثدى مما وفر عليهم الجهد المادى والمشاكل المترتبة من جراء العملية الجراحية بترك جرح او ندب فى الثدى بعدما تم اكتشاف ان سبب الورم بعد اخذ العينة بواسطة هذه الطريقة هو مرض حميد وغير سرطانى وبالتالى ليس بحاجة الى عملية جراحية لاستئصال الورم مما حافظ على تجنب هؤلاء النساء عملية غير ضرورية. أما أقل الأعضاء التى يكون بها ورم ويكون سبب هذا الورم هو نمو سرطانى فهى الغدة الدرقية حيث أثبتت الدراسة ان فقط 4% من الأورام المكتشفة فى الغدة الدرقية هى بسبب السرطان وبالتالى أمكن تجنب مايزيد عن 95% من حالات الغدد الدرقية من عمل عملية جراحية و ما يلحقه من تكاليف مادية على المريض بالإضافة الى احتمالات وجود ندب فى مناطق ظاهرة فى الجسم نتيجة العملية الجراحية.
أما حالات أخذ العينات من الخصية فهى فى معظمها كانت لتشخيص سبب عقم الرجال ولم تكن نتيجة وجود ورم فى الخصية وقد بينا فى حلقة سابقة أهمية هذه العملية. يرجى المراجعة لمن أراد المزيد أو الاتصال بالدكتور حسام أبو فرسخ مباشرة.
ملخص هذه الدراسة يثبت ان بقيام الكفاءة الطبية العالية والمدربة بأخذ عينات من عدة أعضاء بالجسم وتشخيصها يستطيع المريض أن يتجنب كثيرا من العمليات الجراحية التى يكون الهدف منها تشخيصي فقط. وعملية أخذ العينات بالابر هى أقل تكلفة بكثير من تكلفة العملية الجراحية العادية وأقل أضرارا على المريض وأسرع بالتشخيص ولها دقة عالية جدا ان عملت بطريقة صحيحة وبأيدى خبيرة. فهذه العملية تمثل تطورا كبيرا فى مستقبل الطب فى الأردن.