المختبرات الطبية الأولى

تكشف الأمراض السرطانية بواسطة فحوصات الدم

الدكتور حسام أبو فرسخ / استشاري تشخيص الأمراض والأورام السرطانية وعلم الخلايا المرضية
أن “دلالات الدم السرطانية” تفرز فى الدم ، فى البول أو فى سوائل الجسم من أورام معينة أو نتيجة تفاعل الجسم مع هذا الورم. ووجود مثل هذه الدلالات المختلفة يدل على نوع الورم. بعض هذه الدلالات قد تفرز فى الدم بكميات قليلة من الخلايا الطبيعية الغير سرطانية نتيجة لتفاعل هذه الخلايا مع الجسم. ولكنها تزيد زيادات كثيرة فى حالة وجود الورم السرطاني. هذه الدلالات عندما ترتفع تكون عادة ( ولكن ليس دائما) مؤشر لوجود ورم سرطانى فى الجسم. وتساعد الأطباء فى تحديد نوع الورم السرطانى أو حتى مكان وجوده. ولكن هذه الدلالات قد لا تكون مرتفعة فى كل من عنده سرطان. وتتراوح عادة نسبة ارتفاعها الى 70-80% من المصابين بالسرطان. بعض هذه الدلالات هى خاصة لنوع واحد من أنواع السرطان ولكن بعضها قد يشترك مع سرطانات أخرى فى سبب زيادتها. هذه الدلالات تساعد الأطباء فى كثير من الأحيان فى مراقبة استجابة المريض لعلاج السرطان. الدلالة الأولى: أما أهم هذه الدلالات فهى Prostate Specific Antigen ويختصر عادة بكلمة PSA . فهذا الهرمون يفرز من خلايا البروستاتا الطبيعية والخلايا السرطانية على حد سواء وموجود فى الدم فى جميع الذكور البالغين. يزيد عادة PSA فى الدم فى حالات تضخم البروستاتا دون وجود ورم سرطانى وفى حالات التهابات البروستاتا. ولكن عادة هذه الزيادة تكون أقل من حالات الزيادة نتيجة وجود ورم سرطانى. وما يميز ادراكنا أن هذا ورم سرطانى أم غير سرطانى هو أن PSA عادة مايكون فى الدم موجود على شكل جزئين رئيسيين. جزء من هذه الدلالة “مرتبط” مع البروتينيات فى الدم وجزء “حر” غير مرتبط بشيء. فسرطان البروستاتا عادة مايصدر PSA “المرتبط” ببروتينات الدم. فاذا ما عملنا فى المختبر فحص لكمية PSA الكلية وعملنا فحص آخر لكمية الجزء ” الحر” استطعنا تحديد ما إذا كان هذا الارتفاع ناتج عن زيادة PSA ” الحر” أم “المرتبط”. فإذا زادت نسبة الجزء “الحر” عن نسبة 20% من كمية PSA كان هذا الارتفاع ناتج عن زيادة غير سرطانية . أما إذا كان PSA “المرتبط ” هو السبب هذه الزيادة وكانت نسبة PSA “الحر” على PSA “الكلى” أقل من 10% فهذا يدل على أن PSA المرتبط ببروتين الدم هو سبب هذه الزيادة وبالتالى فرصة أن يكون هذا الارتفاع نتيجة ورم سرطانى عالية جدا. فينصح عادة لهؤلاء المرضى بأخذ عينة من البروستاتا عن طريق خزعة نقوم بها عن طريق فتحة الشرج ونأخذ حوالى عشرة عينات صغيرة من عدة أماكن من البروستاتا . وقد عملنا هنا فى الأردن فى إحصائية قمنا بها فى مختبرنا حوالى 350 حالة بأخذ خزعات من البروستاتا لمرضى يعانون من ارتفاع فى هرمون البروستاتا عن الحد الطبيعى، وتبين لنا بعد الدراسة المجهرية أن 44% من هذه العينات هى نتيجة أورام سرطانية. ينصح بعمل PSA فى كل الرجال الذين يتجاوزون سن الخمسين حتى وان كانوا لايشكون من شىء. ويعتمد على هذا الهرمون بطريقة كبيرة جدا لمراقبة مرضى سرطان البروستاتا والذين تم علاجهم اما بالأشعة أو بالهرمونات أو باستئصال البروستاتا لمعرفة إن كانوا قد استجابوا للعلاج أم لا. فان كان قد استجابوا للعلاج فانه يهبط الى الحد الطبيعى أو الى الحد الغير ممكن قياسه (حسب نوع العلاج الذى أعطى له). أما ان كان هناك رجوع للسرطان أو عدم استجابة للعلاج فان الهرمون تزداد نسبته فى الدم باضطراد. الدلالة الثانية : CA-125 وهو عبارة عن هرمون يصدر من مبايض المرأة . فعند المرأة البالغة هناك كمية طبيعية موجودة لهذا الهرمون فى الدم. هذه الكمية تزيد زيادة كبيرة فى حالات وجود ورم سرطانى فى المبيض. ولكنها أيضا قد تزيد فى حالات وجود أكياس فى المبيض سواء كانت حميدة أم خبيثة ولكنها تكون أكثر بكثير فى حالات ماتكون خبيثة. فائدة هذا الهرمون انه حساس لمرضى سرطان المبيض. خاصة ان علمنا أن سرطان المبيض هو من السرطانات الصامتة. ونعنى بذلك أنه قد لايظهر أية أعراض على المرأة

المصابة به حتى يكون قد انتشر فى الجسم وأصبح فى مراحله المتأخرة. فوجود مثل هذه الدلالاة يفيدنا فى اكتشاف سرطان المبيض فى مراحله البدائية مما يزيد من فرصة علاج وشفاء المصابين به. أما ارتفاع هذا الهرمون عن نسبته الطبيعية فيجب أن يأخذ بحذر حيث أن النساء الذين يعانون من وجود بطانة الرحم خارج الرحم خاصة عندما تكون هذه البطانة فى المبيض فى مرض يسمى (endometriosis) يؤدى الى ارتفاع فى هرمون CA-125 لدرجة كبيرة فى الدم. ويعتمد على هذا الهرمون لمراقبة مرضى سرطان المبيض لمعرفة ان كانوا قد استجابوا للعلاج أم لا. فان كان قد استجابوا للعلاج فانه ينزل الى الحد الطبيعى أما ان كان هناك رجوع للسرطان أو عدم استجابة للعلاج فان الهرمون تزداد نسبته فى الدم. وينصح بعمل هذا الهرمون بشدة فى جميع النساء الذين يتجاوزون سن الأربعين.
الدلالة الثالثة: وتعرف ب Carcinoembryonic Antigen وتختصر ب CEA وتفرز عادة فى الانسان الطبيعى بكمية قليلة ولكنها تزيد فى حالة سرطان القولون خاصة وسرطان المعدة والثدى والبنكرياس والرئتين والرحم والمثانة والكلية والمبيض عامة. وتستخدم بكثرة فى متابعة حالات سرطان القولون ومدى استجابتهم للعلاج. فعندما يستأصل سرطان القولون يجب أن يقاس كمية هذا الهرمون فى الدم. فاذا هبط الى المستوى الطبيعى استدل عليه بشفاء المريض .أما اذا ازداد الهرمون فى الدم دل على رجوع السرطان الى الجسم.

الدلالة الرابعة : alpha-fetoprotein ويختصر ب AFP:

هذه الدلالاة تفرز بكميات كبيرة فى الحالات الطبيعة فى الأجنة وهم داخل رحم أمهاتهم. ولكنه يقل كثيرا عندما يولد المولود وتكاد تكون غير موجودة عند البالغين. ولكنها تعاود الظهور فى الدم من جديد ان وجدت نفس الخلايا الموجودة فى الجينين ولكن فى هذه المرة عادة ما تكون خلايا سرطانية غير طبيعية. هذه الدلالة تستعمل للكشف عن ثلاثة أنواع من الأورام الرئيسية: اولا : أورام السرطانية فى الخصية ثانيا: الأورام السرطانية فى المبايض، ثالثا: اورام الكبد السرطانية الأساسية. فأورام الخصية السرطانية قد تظهر فى الأطفال فى الخصية وقد يكون نفس نوع الورم يظهر فى الحوض أو فى الصدر. ويرتفع فيه هرمون AFP عن الحد الطبيعى. فعندما يكتشف زيادة فى هذا الهرمون يكون السرطان من الأنواع التى تحتاج الى العلاج الكيماوى. وقد يظهر هذا النوع من ورم الخصية في سن متأخرة فى العشرينات من العمر. وكذلك الحال مع هذا النوع من ورم المبايض عند النساء قد يظهر فى الأطفال أو يتأخر أيضا فى العشرينات من النساء. أما الأورام السرطانية فى الكبد فهى تظهر عادة عقب التهابات الكبد الوبائية B أو C .فعندما يزيد هذا الهرمون يجب عمل أشعة مقطعية لتحديد ان كان هناك ورم فى الكبد أم لا. وان كان هناك ورم يجب أخذ عينات عن طريق خزعة من الكبد لتحديد ان كان هذا الورم سرطانى أم لا.
picture_48_imageurl_a19